أمين عام النجباء في ذكرى استشهاد السيد حسن:

اغتيال نصر الله ليس نهاية القصة/ لاتراهنوا على هزيمة المقاومة/ أحذر من مؤامرة في شمال العراق

الکعبي، في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سيد المقاومة، أشار إلى نقاط مهمة بشأن تطورات المنطقة.

وصف الأمين العام للمقاومة الاسلامية حركة النجباء في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، الاغتيال الغادر بأنه جرح أليم لا يندمل، حيث أدى إلى مصيبة فقدان رجل عظيمَ المكانة، وقائداً وناصحاً، وعالماً وفقهياً ومجاهداً، وأخاً غالياً، وصديقاً عزيزاً.

الشيخ أكرم الكعبي، بعد الإشادة بشخصية السيد حسن نصر الله في أبعادها المختلفة، أشار قائلاً: إنّ العدو المجرم واهم إذا تصور أنّه باغتيال الشهيد نصر الله قد أنهى القصة في لبنان والعالم الإسلامي؛ بل إنّ دمه الطاهر هو بداية لعصر جديد، وستحوّل الأجيال الوفية له شهادته إلى قوة دافعة.

وفي هذا السياق، أضاف مخاطبًا الروح الطاهرة لسيد المقاومة: نعاهدك بأن نحمل أمانتك، وأن نسير في طريقك، وأن نكون أمناء على قيمك.

وتابع الأمين العام لحركة النجباء كلامه متذكّرًا عدة نقاط مهمة، مشيرًا إلى الهجوم الأخير للكيان الصهيوني على الدوحة، قائلا: لقد رأينا جميعًا ما فعله هؤلاء الأوباش بقطر، مع أنّ قطر تحتضن أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وكانت في طريق التطبيع مع إسرائيل، وفي الوقت الذي كان فيه أهالي غزة يموتون جوعًا، قدّموا ملايين الدولارات هديةً لترامب المجرم! لقد شاهدنا أنّ هذه الجماعة المجرمة تخون حتى أتباعها الخائفين والجبناء الذين يسكتون ضعفًا.

وأعرب الكعبي عن أسفه الشديد من الصمت السائد في العالم العربي والإسلامي، قائلاً: في مثل هذا الوضع، لا مجال للصمت، أو الحياد، أو التقاعس؛ لأنّ ذلك يعني القبول بأفعال أمريكا والكيان الصهيوني في قتل المسلمين في غزة والإساءة إلى الإسلام، ومن يرضى بفعلهم فهو شريك لهم في جرائمهم. أما آن للأمة الإسلامية أن تقول كلمتها؟ أما آن لها أن تؤدي واجبها الشرعي والأخلاقي والإنساني تجاه هؤلاء المسلمين الجائعين الخائفين المساكين؟

وأكد الأمين العام للجنة تنسيق فصائل المقاومة العراقية قائلاً: لفهم الأهداف الحقيقية للكيان في المنطقة، يجب أن نرى الميدان بعيون مفتوحة وبعيدًا عن الأماني والأوهام. انظروا إلى ما يحدث في غزة: كيف تتعرض لأبشع الهجمات الوحشية؛ على النساء والأطفال والشيوخ والشباب، يُقتلون بلا رحمة وبوقاحة، ويراد اقتلاع شعب هذه الأرض من وطنه. وفي هذا السياق، يضغطون على مصر والأردن لاقتطاع جزء من أراضيهما لتكون موطن البؤس والضياع لأهالي غزة. ثم يأتي ترامب الأحمق ليقول: لم أرَ إبادة جماعية في غزة!

وحول مؤامرة نزع سلاح المقاومة في لبنان صرح الكعبي قائلا: إنهم يُجبرون الحكومة اللبنانية على تنفيذ هذه الخطة، بل ويحددون لها مهلة زمنية. فهل في العالم قبح أشد من هذه الوقاحة؟

ومن باب إتمام الحجة أمام الله تعالى، وجّه الشيخ أكرم الكعبي خطابه إلى بعض الدول الإسلامية قائلاً: استفيقوا، ولا تظنوا أن دفع الجزية لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، أو طاعة أوامرهم، أو إضعاف المقاومة سيحميكم من الخطر والعدوان. حتى من أجل مصالحكم المادية البحتة، يجب أن تدعموا القوى الأساسية القادرة على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني، أو على الأقل لا تتآمروا عليها؛ لأنّ المقاومة في المنطقة هي العقبة الحقيقية أمام أطماعه.

وأضاف الأمين العام للنجباء: المثال الواضح على ذلك هو السعودية؛ فأدنى ما يمكن أن تفعله هو تغيير موقفها ونهجها تجاه اليمن ولبنان فيما يخص المقاومة. ولا تتصوروا أنكم في مأمن من الأهداف الخبيثة لهذا الكيان، فبمجرد أن يزول الحاجز الأول، سيهاجمونكم بكل وحشية. أصغوا إلى نداء المظلومين الذين يصرخون من غزة، واعلموا أن المقاومة هي السبيل الوحيد لضمان أمن منطقتنا.

ومع الإشادة بصمود الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة الأعداء، أضاف: لقد أظهرت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل أقصى درجات القسوة ضد اليمن، لكنهم فشلوا. أرادوا استهداف البنية القيادية والتنظيمية لليمن، لكن اليمن مصنع القادة وموطن الأبطال، ولذلك اقتصر فعلهم حتى الآن على قتل الأبرياء والمسؤولين المدنيين والسياسيين، ومع ذلك واصل اليمنيون ردّهم بعمليات أشد وأقوى.

وحذّر القائد البارز في المقاومة الإسلامية في العراق قائلاً: نحن نتابع بدقة التحالفات التي تتشكل في شمال العراق برعاية غربية وصهيونية، ونرصد تحركات الشخصيات السياسية الداعمة للإرهابيين من البعثيين والدواعش، كما نراقب عن كثب أنشطة القوات المحتلة داخل العراق وإعادة تموضعها تحت ذريعة ما يسمى "اتفاقية سحب القوات"، وكذلك تحركات المحتلين في القدس الشريف.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ أكرم الكعبي: إن المقاومة الإسلامية في العراق يقظة، نشطة، مستقلة، ولديها القدرة على التقييم، والتخطيط، والتنفيذ. ومع هذا النهج الوحشي والمجنون الذي تسلكونه، فمن المرجّح أن تشعروا قريبًا بما حذرناكم منه، لا من الناحية النظرية فقط، بل كواقع ملموس.

وفي الختام أكد قائلاً: كل من يراهن على إضعاف محور المقاومة فهو مخطئ، ويعيش في الأوهام. فطبيعة المعركة أن نخسر في مكان ونربح في آخر، يُستشهد قادة، وتُسجَّل انتصارات متنوّعة، كل ذلك ممكن. لكن الحقيقة أن عزّة وكرامة الأمة الإسلامية اليوم مرهونة بوجود محور المقاومة، الذي تصدّى لجميع المخططات المتآمرة على الشعوب المستضعفة، ولا يزال متماسكًا قويًا، ولن يركع أمام خبث العدو وغدره.

أحدث الأخبار